maria chakhtoura :mémoires de survie
غلاف كتاب ماريا شختورة الجديد. في كل مرة تنشر الزميلة ماريا شختورة كتاباً نعتقد انه الاخير. لماذا؟ لانها تضع فيه كل ما اختزنت ذاكرتها على مر الايام. كنا سعداء في عملنا في مرحلة كنا فيها نعيش يومنا ولا يهمنا ابداً ما سيكون عليه الغد. وماريا ايضاً كانت مثلنا تتمتع بالسعادة الخفيفة كالريشة التي تحملنا ليلاً وتعيدنا سعداء في اليوم التالي الى عملنا في الصحافة المكتوبة.عندما انفجر كل شيء انفجرت كل المشاعر.الحرب؟ نعم.الصور؟ نعم.النسيان ام الذكريات؟ الاثنان ونعم.نشرت ماريا اولاً ما كتب او خربش او شتم او هدد احدهم. لا اسم له ولا وجه. فقط انتماء الى منطقة. وما نشرته كان رهيباً ومؤلماً وقدرياً ومصيرياً، وجمع ما سبقه من شحن للنفوس وتلاه. مئات بل آلاف الكتابات والاسماء المستعارة او المهددة بالويل والثبور.جمعت في "التاغ والغرافيتي" والخربشات والشعارات والرسوم المرمزة ما كفانا لسنوات كثيرة اعتقدنا، انها انحسرت في كتابها. فهللنا لانجازها وهنأناها، واشترينا كتابها للذكرى. فكّرنا انه سيكون للذكرى فحسب. كم كنا سذجاً.من وقتها مرت سنوات. كنا نكبر ونصغر بحسب الاحداث.هدأت الايام، وعادت ماريا شختورة لتعيد الكرة، لكنها هذه المرة هادنت التراجيديا والتهويل. كتبت بكل بساطة سيرة حارسة الهيكل اي جنفياف الجميّل. ذهبت الى العمق احاطتها بأقدار فلذات اكبادها. خفنا وحزنّا وافتخرنا وانهزمنا امام الشهادة. ولم تكن ماريا لتعرف انها لم تنه الدراما.ثم ها هي من جديد. لم ترتد. انها تعاند وتكابر وتعرف انها لم تقل ولم تكتب ولم تعطِ كل ما حدث حقه.من جديد ماريا شختورة تجرؤ وتقدم وتصدم وتتحدى وجميعنا نعرف ايضاً بأن ما تكتبه يحمل في طياته ملاحق كثيرة لن تنضب.كتابها الجديد فيه العنوان الذي لا يترجم. احافظ عليه كما هو. اخاف ان اخون المضمون الذي لم تبح به كفاية ماريا، ولذلك اكتبه بالفرنسية "Memoires de survie".اصدرته منشورات الاوريان – لوجور، وتدعو الى المشاركة في حفل توقيعه الخميس 6 كانون الاول بين السادسة والثامنة مساء، في فيلا عودة، قرب سنتر صوفيل، الاشرفية.سيكون طبعاً يوم عمل، ويوم ماريا شختورة، ثم يوم الاستذكار لما لا نتمنى لأحد ان يعيشه كما عشناه.
لور غريب